من التقاليد في الجامعات في إحدى الدول
أن خريجيها يعودون إليها بين الحين والآخر
في لقاءات لم شمل ويتعرفون على أحوال بعضهم البعض
من نجح وظيفياً ومن تزوج ومن أنجب.... الخ
وفي إحدى تلك الجامعات
إلتقى بعض خريجيها في منزل أُستاذهم العجوز
بعد سنوات طويلة من مغادرة مقاعد الدراسه
وبعد أن حققوا نجاحات كبيرة في حياتهم العملية
ونالوا أرفع المناصب وحققوا الإستقرار المادي والإجتماعي
وبعد عبارات التحية والمجاملة..
طفق كل منهم يتأفف من ضغوط العمل
والحياة التي تسبب لهم الكثير من التوتر
وغاب الأُستاذ عنهم قليلاً
ثم عاد يحمل أبريقاً كبيراً من القهوة، ومعه أكواب من كل شكل ولون
أكواب صينية فاخرة..
أكواب ميلامين..
أكواب زجاج عادي..
أكواب بلاستيك..
وأكواب كريستال..
فبعض الأكواب كانت في منتهى الجمال..
تصميماً ولوناً وبالتالي كانت باهظة الثمن..
بينما كانت هناك أكواب من النوع الذي
تجده في أفقر البيوت
قال الأستاذ لطلابه:
تفضلوا ، و ليصب كل واحد منكم لنفسه القهوة
وعندما بات كل واحد من الخريجين ممسكا بكوب تكلم الأستاذ مجدداً
وقال:
هل لاحظتم ان الأكواب الجميلة فقط هي التي وقع عليها إختياركم
وأنكم تجنبتم الأكواب العادية ؟؟؟
ومن الطبيعي ان يتطلع الواحد منكم الى ما هو أفضل
وهذا بالضبط ما يسبب لكم القلق والتوتر
ما كنتم بحاجة إليه فعلاً هو القهوة وليس الكوب
ولكنكم تهافتم على الأكواب الجميلة الثمينة
و بعد ذلك لاحظت أن كل واحد منكم كان
مراقباً للأكواب التي في أيدي الآخرين
فلو كانت الحياة هي القهوة
فإن الوظيفة والمال والمكانة الاجتماعية هي الأكواب
وهي بالتالي مجرد أدوات ومواعين تحوي الحياة
ونوعية الحياة (القهوة) تبقى نفسها لا تتغير
و عندما نركز فقط على الكوب فإننا نضيع فرصة الاستمتاع بالقهوة
وبالتالي أنصحكم بعدم الاهتمام بالأكواب والفناجين
وبدل ذلك أنصحكم بالاستمتاع بالقهوة ..
وأن تحمدوا الله على ما انتم فيه ..
وألا تراقبوا دائما ما عند الآخرين ..